الشيخ الشهيد إحسان إلهي ظهير
رحلة الحياة
لقد كانت حياته حافلة بالجد والكفاح ، قليلة السنين ملئية بالإنجاز ..
حفظ – رحمه الله – القرآن الكريم وهو في سن التاسعة من عمره ، ونبغ بين أقرانه وتميز عليهم كثيراً ، وكان منه أن درس علوم القرآن في الجامعة الإسلامية بججرانوالا بباكستان .
وفي مدينة فيصل آباد تلقى علوم الحديث علي يد العالم الحافظ محمد جوندلوي ، ثم توجه إلى الشيخ الفيلسوف شريف الله ، ودرس على يديه الفلسفة والمنطق ، ونبغ في ذلك أيضاً حيث ظهر هذا النبوغ جلياً في ردوده على شبهات الملل الأخرى .
مؤهلاته العلمية وأعماله الدعوية :
حصل على الليسانس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان ترتيبه فيها الأول عام 1961م .
ثم عاد إلى باكستان ليحصل على ليسانس آخر في الحقوق والعلوم السياسية ، وبعد ذلك حصل على الماجستير في الشريعة واللغة العربية .
وقد تولى رحمه الله تعالى رئاسة تحرير ( مجلة ترجمان الحديث ) بلاهور .
كما عمل مديراً لتحرير مجلة أهل الحديث الأسبوعية .
وكان شغله الشاغل رحمه الله تفنيد آراء وشبهات أصحاب الملل والأهواء .
وكان رحمه الله قد ألف مجموعة من الكتب التي أظهرت اهتمامه العلمي ، وتخصصه في جانب الرد على الشبهات وكشفها ، ومن هذه الكتب :
1. الشيعة والسنة .
2. الشيعة وأهل البيت .
3. الشيعة والتشيع .
4. الشيعة والقرآن الكريم .
5. الباطنية وفرقها .
6. النصرانية .
7. التصوف : المنشأ والمصدر ... وغيرها من الكتب ..
بالإضافة إلى ما كان قد خلفه من مقالات ومحاضرات وندوات ومناظرات انتشرت بين الناس واستحسنها أهل العلم .
مما أثر عنه :
كان الشهيد إحسان إلهي ظهير رحمه الله وقفاته المشهورة في وجه الشيعة مع مناصرته الجلية لآل البيت ، فقد ذكر في كتابه الشيعة والسنة :
" ولما كانت الشيعة وليدة ( الكذب ) أعطوه صيغة التقديس والتعظيم ، وسموه بغير اسمه ، واستعملوا لفظ ( التقية ) وأرادوا بها إظهار خلاف ما يبطنون ، وإعلاناً ضد ما يكتمون وبالغوا في التمسك بها حتى جعلوها أساساً لدينهم وأصلاً من أصولهم " .
" لقد بدأ الشيعة منذ قريب ينشرون كتباً مزورة في بلاد الإسلام ، يدّعون فيها التقريب إلى أهل السنة " .
" وها هو التاريخ الإسلامي مليء بمآثمكم وخذلانكم للمسلمين كلما حدثت لهم حادثة ، ووقعت لهم كارثة ، وحلّت بهم نائبة " .
وقال في كتابه البابية :
" وأما البابية والبهائية فلم أزل حريصاً على اقتناء المعلومات عنهما وجمع الكتب ، مشتغلاً بالمناظرات والمناقشات مع رجالها "
فموازنة الإسلام ومقارنته مع البهائية إهانة له وانتقاص لهذا الدين العظيم حيث أنه لا توافق بين الحق والباطل ، وبين العلم والجهل "
اهتمام المسلمين بكتاباته :
كان لمؤلفات الشيخ وأبحاثه ونداءاته أثر كبير ودوي هائل لما حوته من بحث أخطر القضايا وأهمها ، وخاصمة ما تعلق منها بالعقيدة
كان ممن اهتموا بمؤلفات الشيخ إحسان إلهي : الملك فيصل رحمه الله ، حيث أمر بشراء جميع مؤلفاتها وطباعتها على نفقته الخاصة وتوزيعها على جميع المكتبات ودور العلم والنشر داخل المملكة وخارجها .
ومنهم أيضاً سماحة لشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى ، وكذلك الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، ومنهم الشيخ محمد علي الحركان , غيرهم .
استشهاده رحمه الله تعالى :
شارك الشيخ المجاهد ( إحسان إلهي ظهير ) في ندوة العلماء التي كانت تعقدها جمعية أهل الحديث بلاهور ، وأثناء إلقاءه لمحاضرته يوم الثالث والعشرين من شهر رجب لعام 1407هـ ، سمع صوت انفجار مدوي بالقاعة التي كان يحاضر فيها الشيخ عند تمام الساعة الحادية عشر ليلاً ، وكان مصدر هذا الانفجار قنبلة ثبتت تحت المنصة التي جلس عليها الشيخ رحمه الله تعالى ، كان يحضر الندوة قرابة 2000 شخص ، قتل منهم 18 وجرح 114 من الحضور ، وسقطت بعض العمارات والبيوتات القريبة من مقر المؤتمر ، وسقط الشهيد إحسان إلهي ظهير إثر هذا الحادث الإرهابي العنيف متأثراً بجروحه الشديدة ، وتكفلت المملكة العربية السعودية بناءً على طلب سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بكلفة علاجه حيث أرسلت طائرة خاصة لنقل الشيخ إحسان إلى الرياض لتلقي العلاج في الرياض ، إلاّ أن روحه صعدت إلى بارئها قبل استكمال علاجه رحمه الله فصلي عليه ودفن المدينة المنورة ببقيع الغرقد ..
وما أن علم العالم الإسلامي بهذا الحادث الأليم حتى عمّه الحزن والأسى ، وخيم عليه الاستياء من جراء هذه الفعلة النكراء ، ولا حول ولا قوة إلاً بالله .
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )
المصدر : شهداء الدعوة الإسلامية – بتصرف- موقع الوسط